Zayed & Rashid

الشاعر

لم يكن زايد الأب المؤسّس وحكيم الأمة والقائد الاستثنائي فحسب، بل كان الفارس النبيل والشاعر المبدع الذي اكتنزت قصائده بالمعاني والصور الجميلة التي كان يستقيها من البيئة التي يعيش فيها والقيم التي تربّى عليها، متّكئاً على ذائقة شعرية وهبها الله إياه، وصقلها بمعايشة الشعر العربي في مختلف عصوره.

فبقدر ما كان الشيخ زايد قائداً عقلانياً يُحسن التخطيط والبناء، كان شاعراً واسع الخيال، أنيق العبارة، شديد الارتباط بالصحراء. وفي وسع القارئ أن يجد وهو يتأمل تجربة الشيخ زايد الجمالية شاعراً فارساً يغنّي للحياة، يحب البساطة ويكره التكلّف ويذوق الجمال وينشغل بالهواجس الإنسانية. ولعل أجمل ما تكشف تجربته الشعرية عنه، يتمثّل في قدرتها على رسم صورة زايد الإنسان النبيل، بعيداً عن عالم الحكم وتعقيداته. لكنّ تجربة الشيخ زايد الشعرية تبقى مهمّة في سياق النهوض والتحوّل، فبقدر ما هي شديدة الاتصال بالشعرية النبطية الإماراتية، بقدر ما هي منفصلة عنها، وبقدر ما هي متولّدة من ذاكرة ثقافية ثرية، بقدر ما هي مستقلة ومتميّزة وغير مكررة.

لقراءة بعض المختارات الشعرية للمغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن شلطان آل نهيان طيب الله ثراه، يرجى الضغط على الرابط

ميلاد القائد المؤسس

ولد الشيخ زايد في قصر الحصن في إمارة أبوظبي عام 1918 لوالده الشيخ سلطان بن زايد حاكم أبوظبي، وسمي على اسم جده زايد الأول الذي حكم أبوظبي من عام 1885 وحتى 1909.
تشكَّلت شخصيته في فجر شبابه عندما كان في مدينة العين، واستمد الكثير من صفاته النادرة من صفائها ورحابتها؛ واكتسب صفات الزعامة والقيادة السياسية التي اتسمت بها شخصيته الفذة بين وديانها وكثبانها.

حاكم مدينة العين

في عام 1946 عُيّن الشيخ زايد حاكماً للعين، وممثلاً لأخيه الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان في المنطقة الشرقية، وتمكن خلال سنين حكمه من فض النزاعات بين القبائل، عبر إيجاد طريقة لتوزيع ثروات المنطقة الشحيحة بشكلٍ عادلٍ بين أبناء القبائل وهو ما ساهم في ترسيخ محبته واحترامه بين أفرادها.
وكان مجلس الشيخ زايد في قلعة الجاهلي بمدينة العين مفتوحاً للجميع، يرحب فيه بالمواطنين، يستمع لشكواهم ويعمل على حلها وعلى تقديم الدعم المالي اللازم للمحتاجين منهم.

رسم حدود إمارة أبوظبي

كانت مسألة رسم حدود إمارة أبوظبي من المسائل الشائكة والمعقدة التي أسندها حاكم إمارة أبوظبي الشيخ شخبوط، لأخيه الشيخ زايد، كعلامة على ثقته في حنكته السياسية وعلى قدرته على تولي هذا الأمر بنجاح، ولثقته بحكمة أخيه وامتلاكه فنون التخاطب والقدرة على إدارة المفاوضات بحكمة وهدوء وسعة صدرٍ تمنحه القدرة على التخلص من جميع المعوقات، وتمكن الشيخ زايد من أداء مهمته بنجاحٍ عبر إبرام مجموعة من المعاهدات التي عقدها بين أبوظبي وبقية الإمارات المجاورة.

حاكم أبوظبي ومؤسس الاتحاد

تولي المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في 6 أغسطس 1966، وهي المناسبة الغالية التي تمثل البداية الحقيقية لتدفق الخير والنماء على أراضي إمارة أبوظبي وعلى حياة مواطنيها، ومن ثم على أراضي وحياة مواطني بقية الإمارات.
منذ اللحظات الأولى لتولي الشيخ زايد لحكم إمارة أبوظبي، والذي تزامن مع إعلان القوات البريطانية الانسحاب من معاهدات حماية الإمارات المتصالحة، أدرك الشيخ زايد أهمية ملئ الفراغ السياسي والعسكري الذي سينتج عن هذا الانسحاب، وتولدت لديه القناعة بأن قيام اتحاد قوي بين الإمارات المتصالحة سيكون كفيلاً بحمايتها، ومن هنا بدأ الشيخ زايد حراكه السياسي لإقناع حكام الإمارات المتصالحة بأهمية الاتحاد.

صندوق تطوير الإمارات المتصالحة

عمل الشيخ زايد على ترجمة مبادئه وأفكاره عن الاتحاد والتعاون والمساندة المتبادلة بشكلٍ عملي، فقام بتخصيص جزء كبير من دخل إمارة أبوظبي من النفط لدعم صندوق تطوير الإمارات المتصالحة، وذلك حتى قبل بدء المفاوضات حول إعلان الاتحاد

مفاوضات الاتحاد

يعد الاجتماع التاريخي بين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في منطقة السمحة، والذي أسفر عن إعلان اتحاد ضم الإمارتين، اللبنة الأولى لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث اتفق الحاكمان على أهمية إيجاد كيانٍ وحدوي قوي، يضمن مصالح الإمارات المتصالحة بعد انسحاب القوات البريطانية ويحمي ثرواتها النفطية التي كانت قد بدأت بالظهور من مطامع الدول الأكثر قوة، وهكذا تم الإعلان عن اتفاقية الاتحاد التي ضمت كلتا الإمارتين.

الحكمة والسياسة

تجلت حكمة الشيخ زايد وبراعته السياسية في أجمل صورها بقيادته لمسيرة بناء الاتحاد والإعلان عن تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة مع إخوانه حكام الإمارات، ومن ثم عبر حرصه على الانضمام لجامعة الدول العربية وللأمم المتحدة بعد أيامٍ قليلةٍ من إعلان الاتحاد، في تأكيد على جدية الاتحاد، وعلى إصرار الدولة الناشئة على أخذ موقعها المستحق على الخارطة الدولية.

دبلوماسية البدايات

قاد الشيخ زايد ببراعته الدبلوماسية خطوات الدولة الناشئة نحو ترسيخ وجودها على الخارطة الدولية، وبدأ بالتأسيس لدبلوماسية الإمارات حتى قبل الإعلان الرسمي عن قيام الاتحاد، وذلك عبر دعوة أبناء الإمارات من حملة الشهادات الجامعية لحضور اجتماع في مقر الحكومة الاتحادية في الشارقة، تم خلاله اختيار مجموعة منهم للخضوع لدورات مكثفة في الدبلوماسية لتأهيلهم لتولي المناصب المختلفة في سفارات الدولة، وهي السفارات التي أمر الشيخ زايد بإنشائها بعد أيام قليلة على إعلان الاتحاد عام 1971، حيث أمر بإنشاء أربع سفارات للدولة وبعثة دبلوماسية للأمم المتحدة، لتساهم في تعزيز جهوده  الدبلوماسية المكثفة لترسيخ مكانة الدولة الفتية كدولة مستقلة ذات سيادة.

صانع الاتحاد وقائد التنمية

قاد الشيخ زايد عملية تنموية هائلة، شملت جميع مناحي الحياة في الدولة الناشئة، وبدأت على يدي القائد الماهر، ورشةً كبرى من الأعمال الإنشائيةِ والتنمويةِ الهائلة التي عمَّت أرجاء البلاد، إضافة لتحقيق ثورة في المجال التعليمي طالت الجميع رجالاً ونساءً، شيباً وشباناً دون أي استثناء، لتتسارع خطوات الدولة عل طريق التقدم والرقي والازدهار، تحت قيادة قائد قلَّ أن يجود التاريخُ بمثله.

توحيد القوات المسلحة

يعد توحيد القوات المسلحة الإماراتية، بمثابة التتويج لجهود المغفور له الشيخ زايد في ترسيخ  الاتحاد وتعزيز ركائزه، حيث كانت القوات المسلحة بعد قيام الاتحاد لا تزال مقسمة تحت قيادات مختلفة ويحمل كل منها راية مختلفة، ولكن الشيخ زايد رغب بتوحيد القوات المسلحة تحت قيادة واحدة وعلم واحد ليشد بها عضد الدولة الفتية، ويؤمن لها ولمواطنيها الحماية والأمن والأمان والاستقرار، وفي 6 مايو عام 1976، تم الإعلان عن توحيد القوات المسلحة الإماراتية تحت قيادة واحدة ليكون ذلك الإعلان بمثابة دفعة قوية للاتحاد ولمنح الدولة الفتية الثقل السياسي الذي كانت تطمح للوصول إليه.

Copyright © 2024 Dubai Electricity and Water Authority