الفنون الشعبية
تراث وهوية وطن في كافة المناسبات السعيدة والوطنية

يسرنا مشاركتكم في هذا القسم ببعض الفنون الشعبية الجماعية التي تؤدى في المناسبات الاحتفالية وخاصة الوطنية والتي يطلق عليها "التراث غير المادي" وفقاً لتعريف اليونسكو. ويشكل التراث الثقافي غير المادي عاملاً مهماً في الحفاظ على التنوع الثقافي في مواجهة العولمة المتزايدة.

والفنون التالية هي أكثر الفنون تداولاً في المناسبات الوطنية:

العيالة
العيالة واحدة من أكثر العروض الفنية انتشاراً في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهي أداء فني ثقافي تقليدي معبّر يجمع الرجال والصبية الذين يحملون عِصِي الخيزران الرفيعة، ويتحركون بانسجام تام على إيقاع منتظم رصين صادر من الطبول. تتضمن عروض العيالة فقرات لفنون الرقص الشعبي والشعر والإنشاد والطبول، وتُعقد أثناء حفلات الزفاف والمناسبات الوطنية والاحتفالات الأخرى، إضافة إلى أدائها خلال مراسم الترحيب بالملوك ورؤساء الدول.

الرزفة

الرزفة فن تقليدي أصيل يجمع بين الأداء والشعر يمتد عميقاً في تراث دولة الإمارات العربية المتحدة وثقافتها. ولا تزال أغاني الرزفة محفوظة في ذاكرة الثقافة الإماراتية منذ سنوات عديدة، ولا يزال معينُها لا ينضب إذ تمنح المؤدين اليوم شعوراً بأصالة الهوية والفخر بأصولهم.

يصطف الرجال والصبية أثناء أداء فن الرزفة في صفَّين متقابلين بينهما مسافة 10-20 متراً، بينما يجتمع عازفو الطبول وغيرهم من الموسيقيين في الجوار. يمارس الرزيفة رقصتهم حاملين عِصي الخيزران الرفيعة، ويؤدونها في تناغم حركي ينسجم مع إيقاعات الطبول. يبدأ أداء الرزفة بمجموعة صغيرة من الأفراد سرعان ما يزداد عددها. يتحرك الصفان في تراص جميل ويتناوبان في إنشاد شطر من الشعر بينهما بالتبادل. تخلق الرزفة جواً من التلاحم المجتمعي وشعوراً بالانتماء والهوية المشتركة بين من يؤدونها، خاصة في الحفلات الاجتماعية والمناسبات الوطنية والفعاليات الكبيرة.

شعر العازي

يتميز شعر العازي بالصوت الجهوري القوي للشاعر الذي يصدح بأبيات الشعر ويرددها جواباً فريق المنشدين الذين يحملون بنادق رمزية متكاتفين في صفوف خلف الشاعر الذي يحمل بدوره سيفاً. تنقل طريقة إلقاء شعر العازي بأسلوب النداء من الشاعر والجواب من المنشدين شعوراً عاماً بالتكاتف والتضامن، بينما تؤكد الأسلحة الرمزيّة التي يحملونها على معاني الشجاعة.

كانت المجتمعات المحلية حتى منتصف القرن العشرين التي تقطن الواحات المنتشرة في صحراء دولة الإمارات معتادة على قرض شعر العازي، حتى بدأ هذا الفن يخفت تدريجياً بسبب انتقال عدد كبير من السكان إلى المدن ليستقروا فيها. لكن في الآونة الأخيرة، أعيد إحياء شعر العازي من جديد بفضل جهود واهتمام الجهات الرسمية في دولة الإمارات العربية المتحدة والحكومة والمجتمع المحلي للحفاظ على التراث. وأصبح اليوم يُؤدَّى بانتظام في الاحتفالات الوطنية، والأعياد الدينية، وحفلات الزفاف، وغيرها من الفعاليات والمناسبات.

التغرودة

نشأ فن التغرودة في البيئة الصحراوية، والمناطق الجبلية، والقرى الريفية في دولة الإمارات كأحد أنماط الشعر المرتجَل ويعتبر اليوم كأحد أهم العناصر التراثية المحببة في الثقافة الإماراتية.

كلمات فن التغرودة تكون عادة مباشرة وبسيطة لا تتضمن صوراً أو مؤثرات بلاغية. استخدم الشعراء التغرودة أيضاً لإبداء آرائهم في القضايا الاجتماعية وإبراز الإنجازات التاريخية. عادةً ما يُستشهد بأبيات من التغرودة في الحديث اليومي. وقد شهد فن التغرودة تطورات تلائم العصر فأصبح لا يرتبط بالضرورة بإنشاد أبيات الشعر القصيرة بل يقدمها حالياً مكتوبة أو مسجلة صوتياً لا سيما في العروض الحية خلال الفعاليات والمناسبات والمهرجانات التراثية والوطنية.

الحربية

هي رزفة أهل البادية في المناطق الصحراوية وتشبه العيالة كما أنها رقصة من نوع العرضة والعيالة والرزيف وهي بالإضافة إلى أنها تؤدى جماعياً، فهي تقام على جملة لحنية واحدة موزونة ولا يصاحب الحربية أي إيقاع أو آلة موسيقية والآن أُدخل عليها بعض الآلات الموسيقية كالعود والأورج أما أهازيج أو أشعار الحربية فغالباً ما تتسم بالطابع الحماسي غير أن تقديم هذه الرقصة في الأعراس الشعبية أدخل عليها لاحقاً بعضاً من الحب وقصائد الغزل.

ويؤدي الحربية جمع من الرجال في صفين متقابلين يقترب كل صف من الآخر بحركة إيقاعية بين الحين والآخر أثناء أداء الرقصة وتقوم مجموعة تحمل البنادق والعصا بأداء حركات إيقاعية بين الصفين . وفي حالة زيادة عدد المشاركين في الرقصة تنقسم الصفوف إلى ثلاثة أو أربعة حسب العدد.

Copyright © 2024 Dubai Electricity and Water Authority